هل يتحقق حلم تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قريبا؟
منذ سنوات وتركيا تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن الخلافات بينها وبين بروكسل، ولا سيما بشأن اليونان، أدى إلى إبطاء العملية، فهل سيكون خروج بريطانيا النهائي من الاتحاد بمثابة فرصة لتركيا كي تأخذ مكانها؟
مصدر مُطَّلِع أكد أن “خروج بريطانيا من الاتحاد لا يسهّل دخوله من جانب تركيا. ولا بدّ من تسجيل أن خروج لندن منه أدخلها الى تركيا أكثر، وأدخل أنقرة الى بريطانيا أكثر. فعلى سبيل المثال، اتّفق البريطانيون والأتراك مؤخّراً على زيادة حَجْم تبادلهم التجاري”.
ولفت المصدر في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “أوروبا وتركيا والعالم كلّه ينتظمون حالياً على ساعة الولايات المتحدة، والتغيير الجذري في الإدارة الأميركية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيدير اللّعبة الدولية وفق الطريقة الأميركية الكلاسيكية”.
وكشف أن “المستوى الأوّل من النّشاط الأميركي الجديد مع الخارج، سيكون بين واشنطن وأوروبا، بهدف إعادة تفعيل حلف “الناتو”.
وأضاف:”أما المستوى الثاني، فهو يتعلّق بروسيا، وبإعادة تفعيل الإتّفاقيات الأميركية – الروسية المتعلّقة بالصّواريخ الاستراتيجية، وضبط التسلُّح”.
وتابع:”أما المستوى الثالث، فيرتبط ببدء الكلام الأميركي الجدّي مع الصّين. فيما (المستوى) الرّابع سيشمل إيران و”الملف النووي”، والصواريخ الباليستية، والأنشطة الإقليمية لطهران”.
وركّز المصدر على “استحالة دَمْج تركيا داخل الاتحاد الأوروبي، بسبب اختلافات إيديولوجية جوهرية تتعلّق بالطرفَيْن. والدّليل على ذلك، هو أن تنظيم جماعات “الإسلام السياسي” في فرنسا، إشارة واضحة الى رفض عمل الأئمة الأتراك، والى ضرب الحضور الديني لتركيا في العُمق الأوروبي”.
وأوضح أن “تركيا طالبت بنقل التكنولوجيا العسكرية الروسية المتعلّقة بصواريخ “إس – 400” إليها، كتمهيد تقول من خلاله إنها لا تريد شراء المزيد منها. فالروس لن ينقلوا تكنولوجياتهم العسكرية الى أنقرة أصلاً، والأتراك يُدركون ذلك. وليس أمام تركيا في النهاية إلا العودة الى صفوف “الناتو” بالكامل”.
وكانت أستاذة العلوم السياسية في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية، نتاليا يريمينا، قد ذكرت في مقال لها حول فرص انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، أن أنقرة لا تأخذ في الاعتبار حقيقة أن بروكسل استخلصت دروسا كثيرة من خروج بريطانيا من الاتحاد. وبالدرجة الأولى، أن مجرد الانضمام إلى الاتحاد لا يشكل ضمانة على الإطلاق لالتزام الدولة بالقيم الجماعية، وهو ما أظهرته التجربة البريطانية عمليا، وفيما كان الاتحاد الأوروبي يستخدم في وقت سابق إمكانية انضمام تركيا كأداة للضغط عليها، فقد خطفت تركيا نفسها هذه الورقة وتقوم باستغلالها.
برس361