لا يزال الخلاف بين الرئيسَين ميشال عون وسعد الحريري على طبيعة التشكيلة الحكومية، يشكّل عائقا أمام أيّ حلّ، فكلٌّ يتمسّك برأي لا يبدو أن هناك رجعة عنه، وفي السياق، اكد مصدر في التيار الوطني الحر ان رئيس الجمهورية ليس “باش كاتب”، بل وفقا للدستور هو يؤلف الحكومة بالشراكة مع الرئيس المكلف، ولا يجوز عدم الاتفاق على الاسماء المطروحة لتولي الحقائب الوزارية، بمعنى ان الرئيس المكلف لا تودع عنده تشكيلة ويقتصر دوره على التوقيع.
واشار المصدر عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الرئيس عون يركّز على المعيار الواحد، اضافة الى عدم جواز تجاهل الكتل التي ستمنح الثقة للحكومة في نهاية المطاف، مشددا على ان عون لا يحتاج الى من يتحمل معه وزر ما يطرحه، بل يمارس صلاحياته انطلاقا مما نص عليه الدستور.
وردا على سؤال، رأى المصدر ان الطرح الذي قدمه الرئيس سعد الحريري الاسبوع الفائت يظهر ان لا نية حقيقة بالاسراع في انجاز الملف الحكومي ، فهو اقتصر مشاوراته على الرئيس نبيه بري، ولم يتكلم مع حزب الله، ولا مع حليفه وليد جنبلاط الذي ابدى امتعاضه من تلقيه وعدا لم يتم الالتزام به.
واذ اعتبر المصدر ان الحريري يحاول فرض امر واقع دون اي تفاوض للايحاء بخرق ما قبل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثالثة الى بيروت، قال: لكنه لم يرض لا الفرنسيين ولا الاوروبيين، لان خطوته في قصر بعبدا هي مخالفة للمبادرة الفرنسية.
وشدد المصدر على ان التيار الوطني الحر يمثّل المسيحيين، وهو الذي يسمي الوزراء المسيحيين وليس الرئيس المكلف، مستغربا كيف ان الحريري – انطلاقا مما سرب من تشكيلته- سمى وزيرا مسيحيا دون ان يسند في المقابل وزيرا سنيا الى الرئيس عون. اضف الى ذلك انه يريد ارضاء تيار المردة والحزب القومي من حصة رئيس الجمهورية!
وأضاف المصدر: الحريري يلعب بالوقت الضائع، ومن الواضح انه لا يريد في الوقت الراهن تشكيل حكومة، معتبرا ان هذا التأخير لا ينفصل عن الملفات القضائية التي فتحت في الفترة الاخيرة.
برس361