بعد 24 ساعة من اللقاء.. ماذا ينتظر كلٍ من الرئيسين!!
بعد مرور 24 ساعة على لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري. ما زالت ردود الفعل عليه تتفاعل على خلفية الفروق الكبيرة بين مضمون تشكيلة الحريري والتوزيعة المعتمدة في الحقائب على الطوائف والمذاهب والاسماء المتكاملة التي قدمها ولم ترضِ عون. الذي ردّ عليها تواً على مستوى توزيع الحقائب لا الاسماء.
فالتشكيلة التي قدمها الرئيس الحريري إلى عون لم تكن نقلة في اتجاه تقريب الولادة الحكومية بمقدار ما كانت نقلة تكتيكية فوق رقعة التفاوض والأخذ والرد”. فيما أراد الحريري من هذه التشكيلة أن يوصل إلى الأميركيين وحلفائهم الاقليميين رسالة مفادها. انه اقترح من ناحيته حكومة خالية من “حزب الله” وأدّى قسطه للعلى في هذا المجال. “وانّ اي تعديل يطرأ لاحقاً في اتجاه تمثيل الحزب ولو بطريقة غير مباشرة. إنما يتحمل مسؤوليته عون وليس هو كرئيس مكلّف، مفترضاً انه بذلك يحمي نفسه ومحيطه من خطر العقوبات الأميركية”.
رفض عون التشكيلة التي جمعت وزراء من مختلف الطوائف والمذاهب من دون اي تنسيق مسبق للرئيس المكلف مع أيّ من قيادات الثنائي” حزب الله وأمل” ولا “الحزب التقدمي الاشتراكي”. كما بالنسبة الى تسميته للوزراء المسيحيين من دون التشاور مع “التيار الوطني الحر” و”الطاشناق” و”المردة”. وهو أمر طالما لفتَ اليه عون نظر الحريري في مختلف اللقاءات التي سبقت لقائهما الاخير.
وقالت مصادر مطلعة أنّ عون والحريري ينتظران بعضهما بعضاً. ففي الوقت الذي ينتظر عون جواب الرئيس المكلف على تصوّره لإعادة التوزيع التي أجراها على مستوى الحقائب. لا يزال الحريري في المقابل ينتظر بدوره موقف عون من تشكيلته المتكاملة التي تقدم بها على مستوى الحقائب والأسماء. خصوصاً أنّ التوليفة الحكومية جاءت متلائمة مع المبادرة الفرنسية التي تحدثت عن حكومة حيادية لا تتضمن اي وزير حزبي عدا عن الكفايات التي جاءت بالوزراء من الحقل المتخصّص. وتحديداً في بعض الحقائب التي تحتاج الى مثل هذه المواصفات. وعليه، فإنّ الحريري قام بما أوكل اليه الدستور من مهمات، وسلّم رئيس الجمهورية التشكيلة بكل مواصفاتها وهو ينتظر جوابه عليها.
ولم يحدد موعد جديد بين عون والحريري، فكلّ منهما ما زال ينتظر الآخر لتبادل الآراء حول الملاحظات المتبادلة بينهما.